لا أفيال ولا نسور ولا أسود، المنتخب المصري قفل "الجنينة" و زأر في أدغال أفريقيا بنتائج رائعة عسى الله أن يكللها بنهاية سعيدة و كأس سادس. و في مباراة نصف النهائي تفوق المنتخب و رجاله و مدربه على أنفسهم و من ثم على نجوم ساحل العاج الذين تتخطى أسعارهم المليار جنيه مصري برباعية ولا أروع مقابل هدف.
التشكيل:
مصر: الحضري،جمعة ، هاني سعيد، شادي محمد للدفاع. أحمد فتحي و سيد معوض في الأطراف و أحمد حسن و حسني في الوسط. و تريكة ، عماد و عمرو زكي في الهجوم
ساحل العاج: أبو بكر باري، ، إيبوي (أرسنال) ،بوكا (شتوتجارت) ، كولو توريه (أرسنال) ، عبدالله مايتي، زوكورا (توتنهام) ، يايا توريه (برشلونة) عبد القادر كيتا (ليون) ، دينداني، دروجبا و كالو (تشيلسي)
لعب الفريق ضاغطآ على منتخب الأفيال في كافة الملعب، مع عودة متعب و عمرو زكي الذين أدوا دورآ دفاعيآ ممتازآ في قفل الأطراف على بوكا و إيبويه بتشكيل ثنائي مع فتحي أو معوض. و هو ما أفقد ساحل العاج أهم نقاط قوته . و في الدقيقة 12 وضع احمد فتحي حاملي اللقب في المقدمة بتسديدة من على حافة منطقة الجزاء. ، إصطدمت بالدفاع و دخلت مرمى باري.
مصر اتخذت نهجا بدنيآ أكثر من العادة ،للسيطرة على المباراة أمام فريق بلياقة ساحل العاج فتحرك أحمد حسن بشكل ممتاز و بذل فتحي و حسني مجهودآ رائعآ. . أما نجم المباراة كان الحضري الذي أتاحت جميع وكالات الأنباء سطورآ لتصدياته العالمية، فأنقذ المنتخب من هجمات خطيرة و أخطرهم في الشوط الأول من رأسية دروجبا الذي إرتقى منفردآ من ركنية و لعبها قوية في يد الحضري لينقذها حسني.
و من قبلها أفسد وائل جمعة أفضل مدافع في البطولة هجمات بقيادة كالو و ديندانيو كيتا، و نجح جمعة في شل دروجبا كليآ و لم يستثمر نجم تشيلسي غير الكرات العرضية و منها كرة سدده بقدمه و تصدى لها الحضؤي، ليضغط منتخب الأفيال على منتخبنا الوطني.
و يتحرك عمرو زكي في الملعب بشكل غير مسبوق، و تارة نراه مدافع قوي و صلب و أخرى مهاجم خطير و فتاك. و يحاول فتحي من تسديد كرة قوية بخارج القدم ، و من بعده تريكة كرة شبيهة بهدف صفاقس و تخرج قريبة من المرمى.
و يخرج الحارس بوبكر باري و يلعب ليبويه الذي كان "وش السعد" للفراعنة و ظهر ضعفه من الكرة الأولى بتسديدة حسني التي فشل في التصدي لها بسهولة. و في الوقت ذاته كان حبيب كولو توريه بطيئآ نظرآ لعودته من إصابة، و لم يدافع بشكل جيد ، كما وضح فقدان التركيز مع هدف فتحي.
و لم يكن الحكم على مستوى الحدث ، لكن ما أعجبنا كان الأسلوب الإحترافي الرائع من الفريقين الذين تفرغوا للكرة و تناسوا أخطاء الحكم التي كانت عكسية في الإتجاهين. و يحتسب الحكم 6 دقائق وقت بدل ضائع لتوقف المباراة حين إصابة باري. و تنطلق صافرة الشوط الأول و يطلق المصريون الصعداء بإننتهاء الضغط الرهيب في نهاية الشوط.
و مع بداية الشوط الثاني، كاد دروجبا من إفتتاح التسجيل، لكن يتصدى لها الحضري مرة أخرى، و من بعده كرة تخطت وائل جمعة لتجد دروجبا الذي سدده رأسية تصدر لها الحضري و شتتها جمعة، ليداعب دروجبا الحضري على مستواه الرائع في الزود عن عرينه.
و يأتي الفرج علي رأس عمرو زكي الذي إستغل عرضية فتحي و خطأ في تشتيت الكرة من الدفاع الإيفواري لينقض عليها زكي معلنآ إشعال المباراة بهدفين لمصر في الدقيقة 62. و لم يهنأ المصريون بالهدف و يحرز عبد القادر كيتا هدفآ من تسديدة لم نراها غير في المرمى في الدقيقة 63.
و من كرة فردية يموه عمرو زكي كولو حبيب توريه الذي يتوه، ليتفرغ زكي للتسديد بصاروخ أرضي على يمين الحارس الضعيف مسجلآ مفاجأة من العيار الثقيل. و يخرج متعب غير الموفق و يلعب زيدان. و يسحب شحاتة سيد المنهك و يلعب فتح الله و يتسلم شادي مهام الجبهة اليسرى التي تحملت ضغطآ مخيفآ بالثنائي دينداني و كيتا و إيبويه. و يحاول شحاتة تأجيل التبديل خوفآ من التعادل و اللجوء للوقت الإضافي. و بنزول زيدان ينكشف الوسط الإيفوار و من كرة سحرية لتريكة كاد أن ينفرد زيدان.
و يبدأ فاصل من "الترقيص" من زيدان و تريكة، و كاد تريكة أن يسجل هدفه الثالث في البطولة لكن الكرة تخرج خارج المرمى. و تنخفض لياقة الإيفواريين، و يلعب أرونا كونيه لاعب أشبيلية مكان دينداني، لكن المباراة كانت إنتهت فعليآ. و يسدد أفضل ظهير أيسر في البطولة آرتور بوكا و يتصدى لها السد العالي عصام الحضري. ليفقد الأفيال الأمل في الفوز بتواجد نجم فوق العادة يحرس المرمى المصري.
و من كرة مرتدة في الوقت بدل الضائع، يمرر زيدان لتريكة المنطلق من الخلف ليضعها في سقف المرمى مسجلآ هدف مصر الرابع و هدف تريكة الثالث في البطولة.
و يخرج عمرو زكي و يلعب إبراهيم سعيد، و تنتهي المباراة بفوز تاريخي و صعب و مستحق للفراعنة. ليلعب حاملو اللقب في النهائي أمام الكاميرون في إعادة لمباراتهم في الدور الأول التي انتهت 4-2 ، على أن يتجنب الفراعنة الثقة الزائدة و الغرور ليعودوا بأغلى و أصعب كأس في التاريخ من أدغال آكرا.